الفارغون أكثر ضجيجا

الفارغون أكثر ضجيجا

قالوا أهل الحكمة والعلم أن الانتاج الفكري والنظريات العلمية هي تراث عالمي لكل البشر علي مر العصور وليست حكرا علي مجتمع معين حتى يستفيد البشر بجهد كل فرد فيه مهما تباعدت العصور والأزمنة.... من هذا نرى أن قول المفكر برناردشو : العربة الفارغة أكثر ضجيجا وجلبة من العربة الممتلئة ... وهكذا رؤوس الناس "
يفهم من هذه المقولة نرى أن أكثر الناس صراخا وعويلا في الحياة هم الذين أخفقوا في حقول الإبداع والإنتاج فاشتغلوا بتشويه أعمال الناجحين ، هؤلاء هم الخالية عقولهم من العلم والغير قادرين علي القيام باي عمل فلم يجدوا وسيلة للفت الأنظار إليهم إلا الصراخ ، حيث ترى الواحد منهم يتقمص شخصيات عديدة وينقد أعمال العاملين في كل المجالات وهو ليس بأديب ولا مفكر ولا مهندس حتى ينطلق نقده من قواعد علميه.

أما العاملون المثابرون فهم في سكون ووقار؛ لأنهم مشغولون ببناء صروح المجد وإقامة هياكل النجاح

ألا ترى في قول حكيم : إن سنبلة القمح الممتلئة خاشعة ساكنة ثقيلة، أما الفارغة فإنها في مهب الريح لخفتها وطيشها " أنه ينطبق علي مثل هؤلاء

ولهذا تجد الإنسان العامل مثابر نشيط منهمك في إتقان عمله وتحسين إنتاجه ليس عنده وقت للثرثرة وتشويه أعمال الآخرين

فلو كنا راشدين ما كان عندنا وقت فراغ ، ولو وجد لقضيناه فيما يفيد الجميع أما لتافهون وحدهم هم المنشغلون بالناس كالذباب يبحث عن الجرح، أما الخيّرون فأعمالهم الجليلة أشغلتهم عن توافه الأمور كالنحل مشغول برحيق الزهور يحوّله عسلاً فيه شفاء للناس،
فلا يخلو مجتمع من هؤلاء ولكن للأسف كثر في مجتمعنا حتى أصبحوا يمثلون عقبة أمام كل عمل مفيد وأمام كل مفكر نشيط

نسأل الله لهم الهداية